د.محمد طارق: لاتظلموا ايناسيو

أربع هزائم متتالية للزمالك يعد رقما قياسيا غير مسبوق منذ عام 1948. ومنذ عام ونحن نشير إلى غياب الأداء الجماعى عن الفريق، وأن من مظاهر الخلل الهجومى هو عدم وجود زيادة عددية داخل صندوق المنافس، فشيكابالا يلعب من خارج المنطقة، وكذلك أيمن حفنى، وفى معظم الوقت مصطفى فتحى، ولا توجد مساندة من وسط الملعب. والواقع أن الزيادة العددية ليست حلا لكن نقصها يعكس الخلل. فأمام الشرقية ثم أمام إنبى زاد عدد لاعبى الزمالك فى منطقة الهجوم، لكنها زيادة «عساكر الشطرنج» مجرد عدد كبير دون تحركات تفتح ثغرات من حصان أو من طابية أو حتى من فيل..!

** التحرك هو نصف الأداء الجماعى. والتمرير هو النصف الآخر. ومهما كان الزمالك غنيا بلاعبين مهرة، فإن المهارة الفردية تعلو قيمتها حين تمزج فى الأداء الجماعى.. لم يعد صالحا أن يجرى حفنى بالكرة، وأن يجرى شيكابالا بالكرة، وأن يجرى مصطفى فتحى بالكرة. وإنما الأصلح أن تجرى الكرة. نعم مهارة هؤلاء قد تصنع الفارق فى لعبة أو فى مباراة، وتشد الأنظار وتنتزع الآهات. إلا أن الأصل أن تكون الصناعة مستمرة، والإنتاج مستمرا. إن مهارة ميسى يكمن سرها فى جماعية برشلونة. ومهارة ميسى زادت وأصبحت أكثر تأثيرا بوجود نيمار وسواريس. وأضطر أحيانا لتلك المقارنات كى تقترب الصورة وليس لمقارنة بين قدرات وبين قدرات، فهذا أمر لا أقدر عليه !

** الوقت مبكر جدا للحكم على مدرب الفريق الجديد أوجستو إيناسيو. من الظلم له أن نصفه بأنه فشل أو حتى خسر أمام إنبى. ومن الظلم أيضا أن نسند إليه النجاح لو كان فاز على إنبى. لكن إيناسيو كانت له رؤية فى تحركات رباعى الزمالك فتحى، وحفنى، وشيكابالا، وباسم فى العشرين دقيقة الأولى. فحركتهم دائيرة وعرضية، وتتجه إلى الأطراف أحيانا ومن الطرف الأيسر قدم حفنى هدية تهديف إلى مصطفى وأهدرها. كما سبقه شيكابالا باختراق، ولولا أنه يلعب بقدمه اليسرى لتقدم وعدل الكرة على قدمه اليمنى وسدد بدلا من الاتجاه إلى الخط والتسديد. وعموما تلك التحركات توقفت وعطلت بدفاع إنبى المنظم، وبحالة التعب التى أصابت مهاجمى الزمالك.

** الزمالك معاناته ليست فى غياب الجماعية. ولكنها فى تشكيلات وفى تكوين الفريق. طارق حامد مدافع وسط متميز جدا لكنه لا بد أن يطور نفسه هجوميا. ومعروف يوسف متحرك جيد لكنه مسالم جدا. تشعر أنه رجل طيب يلعب كرة القدم.. وفريق كبير مثل الزمالك عليه أن يملك العديد من الحلول، فيهاجم من العمق، ومن الطرفين.. والدفاع يجب أن يبدأ الهجمات ويبنيها. غير معقول أن ترسل كرات طويلة طوال المباراة على طريقة كرة القدم فى الستينيات.. لاعب الكرة، اليوم، فى الفرق الكبرى، يكاد يكون مالكا لعدة ملكات. وهم يتقاضون أعلى المرتبات لها السبب. ولا أحد ينسى أن جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتى تخلى عنه جوارديولا لأنه لا يلعب الكرة بقدمه جيدا ولا يبدأ هجمات الفريق من الخلف بصورة متقنة. وهو حارس مرمى !

** قبل أيام قليلة أشرت إلى أن الزمالك ينقصه الكثير. ومن هذا الكثير تطوير مهام لاعبيه. وربما تغيير طريقة اللعب.. لا تظلموا المدرب الجديد، وعلينا الانتظار حتى نحكم عليه.. قليل من الصبر يصنع بعض الحكمة..

شاهد أيضاً

صلاح دندش يكتب : المسخوط .. مبيعرفش !

اثناء تواجدى باحد الفنادق الكبرى بمنطقة القاهرة الجديدة لحضور فاعلية رياضية ..فوجئت على الباب بحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.